اليد (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا). وبما فعلوا من المسارعة إلى الإثم والعدوان وأكلهم المال الحرام.
قال صاحب تفسير المنار : (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ) هو دعاء من الله عليهم بالبخل وما زالوا أبخل الأمم ، فلا يكاد أحد منهم يبذل شيئا إلا إذا درّ عليه ربحا.
وقد كان الربح الوحيد عندهم هو المال ، ومن أجله يحل كل محرم ، أما اليوم فلا ربح أفضل من قتل عربي ، حتى ولو كان طفلا ، والشعار الديني المقدس لهيئاتهم (الخيرية) «ادفع دولارا تقتل عربيا» مسلما أو نصرانيا .. بل إنهم يسخون بأرواحهم رجالا ونساء وأطفالا ليخرجوا الفلسطينيين من ديارهم ويحلّوا محلهم .. وأغرب ما قرأت ان زعماء الصهاينة ، ومنهم وايزمان وموسى شاريت ودافيد بن غوريون تواطئوا مع النازية وزعماء الجستابو على ذبح اليهود والتنكيل بهم لهدفين : الأول دفع اليهود للهجرة إلى فلسطين. الثاني اصطناع المبررات لقيام دولة إسرائيل. (عن كتاب اطلاق الحمامة ٥ يونيو للمؤلفين : بيليايف وكوبستيشنكو وبريماكوف. ترجمة ماهر عسل).
وإذا تواطأ اليهود مع أعدى أعدائهم ، وضحوا بمئات الألوف منهم من أجل دولة إسرائيل فهل يكثر منهم القول : ان الله فقير ونحن أغنياء ، وأن يده مغلولة عن البذل والعطاء؟ وأية غرابة في قولهم : نحن حمامة السلام ، والعرب دعاة الحرب والدمار بعد أن قالوا : ان الله فقير ونحن أغنياء؟. وإذا كانت يد الله مغلولة لأنه لم يهبهم الأرض ومن عليها فبالأولى أن يكون العرب طغاة معتدين ، لأنهم لم يعتذروا لليهود عن التقصير ، وعدم عرفان الجميل .. وليس قولي هذا كلاما شعريا ، أو إحساسا عاطفيا .. ألم يلح اليهود على اعتراف العرب بإسرائيل؟. وأي معنى لهذا الاعتراف في هذا الظرف بالذات إلا الاعتذار وطلب العفو؟.
(بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ). المراد باليد هنا عين المراد بيمينه في الآية ٦٧ من