قال مؤلفو كتاب اطلاق الحمامة الذي أشرنا اليه منذ قريب : «نشرت الصحف الفرنسية وألمانيا الغربية أن المخابرات الأمريكية سلمت إسرائيل قبل العدوان كل ما تجمع لديها من معلومات بالإضافة إلى الدوسية الخاصة بالشرق الأوسط لدى قيادة الحلف الأطلسي .. وان الذي أصدر الأمر لاسرائيل بالهجوم على العرب باسم الرئيس جونسون هو مستشاره اليهودي الصهيوني «والت روستو» .. وكان الأميرال الأميركي يحمل في جيبه أمرا بتنفيذ الاستعداد للقتال في جميع الوحدات الخاضعة له .. أما عملية ليبرتي سفينة التجسس فقد كانت مدبرة بين الأميركيين والاسرائيليين».
٣ ـ ان نار الحرب التي أوقدتها واشنطن أو عميلتها إسرائيل قد أخمدها الله ما في ذلك ريب .. فلقد اعترف الذين أوقدوها أكثر من مرات ، وأعلنوا بالصحف والاذاعات انها لم تحقق الهدف المطلوب منها ، وهو ضرب القيادة التحررية للعرب ، واستسلامهم دون قيد وشرط ، وبالتالي حل مشكلة إسرائيل من الناحية السياسية .. وفي الوقت نفسه كانت حادثة ٥ حزيران امتحانا قاسيا للعرب ، وتأكيدا لضرورة الإصلاح الجذري ، وتنبيها لهم الى أصدقائهم وأعدائهم .. ولو لم يكن لتلك الحادثة من فائدة إلا افتضاح المتآمرين على بلادهم وأمتهم لكفى.
(ويسعون ـ أي اليهود ـ في الأرض فسادا). لأن أهدافهم الأثيمة محال أن تتحقق إلا بالتخريب وإثارة الفتن ، وقد صرح المسئولون في إسرائيل ان بقاء دولتهم وحياتها رهن بالخلافات القائمة بين زعماء العرب .. فهل من مذكر؟ (وَاللهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ). ومن ثم تكون عاقبتهم إلى وبال ، وإن طال الزمن.
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْناهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ). هذه دعوة من الله سبحانه لليهود والنصارى أن يتوبوا ويدخلوا في الإسلام ، وإن استجابوا لدعوته صفح عن جميع ذنوبهم ، وإن عظمت ، لأن الإسلام يجبّ ما قبله ، كما جاء في الحديث ، وان اتقوا بعد إسلامهم أدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار.
(وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ