للفرات يتحد بدجلة (١) وقد شيد في الموضع حصن للحراسة يسمى «سير سيز اوزاكا» (؟) Sersisauzaca ويقيم فيه عدد كبير من الجنود لملاحقة السراق الذين يجوبون تلك المنطقة بمجموعات كبيرة قوام كل مجموعة منها مئة شخص وغايتهم السطو!
في تلك الأثناء دخلنا في عرض النهر الفائق الجمال إذ توسعت جوانبه في تلك المنطقة حتى أصبح شبيها بنهر النيل. وكانت المناطق على جانبيه مأهولة بالناس ، فالبيوت كثيرة والأرض خضراء.
المناخ في هذه المنطقة حار جدّا في بعض فصول السنة ، قد يؤدي بحياة بعض الناس الضعفاء. وقد علمت شخصيّا أن أربعة أنفار كانوا في سفر فأضناهم التعب والحر فجلسوا يستريحون قليلا وإذا بهواء حار هب عليهم أدى إلى موتهم بالاختناق. لهذا السبب شيدوا هناك مسجدا يقال له «منصور بني صعب».
بعد مسافة قصيرة رأينا جزيرة كثيرة السكان تسمى «ابن النمر» وبالقرب منها جزيرة أخرى يقال لها «جزيرة الأرمو».
__________________
(١) وردت هذه الفقرة في كتاب «الأقليم الوظيفي لمدينة القرنة» تاليف عبد الحسين جواد السريح ، ص ٢١٤ (بغداد ت ١٩٧٧) والترجمة غير موفقة.