تبعد هذه المدينة عن البحر نحو خمسة عشر ميلا. وهي مدينة واسعة التجارة بالتوابل والعقاقير ومختلف السلع الأخرى التي تردها عن طريق هرمز ، وفيها وفرة من التمور والرز والقمح ، وكلها تزرع في المنطقة نفسها. لكنها تشكو من شحة المياه العذبة. فمن يرد أن يشرب ماء طيبا عليه الذهاب مسافة نصف نهار ليرد الماء الزلال. أما الأشخاص الذين يشربون ماء النهر فتصيبهم الأمراض ، لأن النهر يجرف معه كمية هائلة من الأوساخ بسبب أن أهل تلك البلاد يسمدون الأرض بالبراز البشري. فعند ما يفيض النهر يجرف كمية كبيرة من تلك الأقذار وهو ما يجعل طعم الماء أجاجا وفوق ذلك يؤثر في الهواء أيضا فيجعله مزعجا ورديئا وتكثر من جراء ذلك أعداد هائلة من الذباب والبراغيث والبق ومختلف الحشرات الضارة والمزعجة.
رسوم المكس
تدفع الرسوم في هذه المدينة على حساب ستة بالمئة ، فضلا عن ما يحاول «الأمين» إنتزاعه عنوة عندما يفتح الحزم ويقلب البضائع. لذا فالأفضل منحه مقدما مقدارا من المال ، وكذلك الباشا ، وهو ابن جيكالا قائد مسينا (١) ذاك
__________________
(١) شيبيوني جيكالا (١٥٤٥ ـ ١٦٠٥) المعروف في المصادر العثمانية بأسم جغالة ازاده يوسف سنان باشا ، وهو أبن فسكونت جيكالا في صقلية من