السنة يشرح فيها سبب صمته الطويل ، فقد عانى الكثير في رحلته المزعجة ، لكن مع كل ذلك مضى قدما إلى الهند عن طريق ما بين النهرين ، ويضيف : إنه استدان مبالغ طائلة من أصدقاء بندقيين آخرين ليتاجر بها في الشرق الأقصى. ويعدهما أخيرا بأنه سيعود بعد سنتين ، ويتعهد بإعادة المبالغ التي لهما في ذمته.
طال الغياب ، وانتقل التاجران إلى الرفيق الأعلى ، ولم يعد صاحبنا إلى بلده إلا بعد سنوات أي نحو سنة ١٥٨٨ ؛ فأقام ورثة التاجرين المتضررين دعوى عليه ، وبعد أخذ ورد توصل الطرفان إلى حسم النزاع سلميّا ، لكن بالبي لم يلتزم بوعده ، فأشتكيا عليه من جديد وألقي القبض عليه هذه المرة وزج في السجن في ١١ تموز ١٥٩٠ وبقي نزيل السجن أسبوعا كاملا حتى خرج منه بكفالة. ويظهر من أعمال المحكمة أنه كان يستعد لرحلة جديدة إلى الهند ، لكننا لا نعلم أن كان قد رحل أم لا. كما لا نعرف بالضبط سنة وفاته التي حدثت بين سنة ١٦٢١ ـ ١٦٢٥ إذ نجد له وصية مكتوبة تاريخها ١٦٢١ وكان قد أصبح في ذلك الوقت صاحب محل للجواهر ، بينما في سنة ١٦٢٥ لا يرد اسمه في سجلات الكاتب العدل الخاصة بالجوهريين فلعله مات في إحدى تلك السنين.