الفصل الخامس
وصف الفلوجة حيث نزلنا
للإنطلاق منها إلى بغداد وتكملة الرحلة
تبعد الفلوجة عن بغداد مسيرة يوم ونصف ، وهي نقطة مرور يفد إليها عدد كبير من التجار الغرباء في طريقهم ذهابا أو إيابا بين حلب وبغداد ، لأنهم ينزلون الأحمال والبضائع في هذه البلدة ، ويوسقونها على القوافل أو بالعكس.
الكلك
يصنع أهل هذه المدينة أنواعا من القوارب أو الأطراف تحملها عشرة زقاق أو قرب ، أو أثنا عشر منفرخة بالهواء ومربوطة إلى بعضها. ثم يطرحون فوقها الواح خشب وتحمل كمية كبيرة من البضائع.
لم نفرغ البضائع مساء وصولنا ، بل أبقيناها في المراكب حتى انقضى اليوم التالي بأكمله. وفي الليل وصل ثلاثة وعشرون جملا أتينا بها سرّا للحميل ، وأرسلت رجلين من جماعتي برفقة الجمال المحملة ، أما أنا فبقيت في