الفصل الأول (١)
مدينة طرابلس
ضواحيها الخصبة. عظم التجارة فيها. فخامة الحمامات والأبنية
المهمة الأخرى التي تشاهد هناهك (٢)
شاهدنا على شاطىء البحر ، قبل أن نهبط طرابلس ، خمس قلاع أشبه بالأبراج الشامخة تبلغ المسافة بين الواحدة والأخرى مدى إطلاقة بندقية حيث يوجد بعض الجنود الإنكشاريين في حامية هناك لمراقبة السفن في الميناء (وكانت محاطة بالصخور إلى حد ما) وكذلك لغرض حماية دائرة الكمرك وجملة من المخازن (حيث يمكن رؤية كل أنواع السلع التي يؤتى بها من معظم أنحاء العالم) من أية محاولة أو هجوم معاد. على أنه ما أن غربت الشمس وبدأ الظلام يرخي سدوله حتى بذلنا
__________________
* يتضمن الفصل الأول من الرحلة وصفا لخروج راوولف من هولندا ووصوله إلى طرابلس حيث غادر هو وصديقه «فردريك رنتزن» مدينة أو غسبرغ في اليوم الثامن عشر من أيار سنة ١٥٧٣ م فاجتازوا هولندا إلى فرنسا وبلغا مدينة مارسيليا في اليوم الخامس من حزيران ثم أبحرا منها في اليوم الثاني من أيلول وقد وصلت السفينة جزيرة قبرص في الخامس والعشرين من ذلك الشهر ثم أقلعت منها لتصل إلى ميناء طرابلس في الثلاثين من أيلول ذاته.
** سبقت الإشارة إلى أن راوولف كان يركز اهتمامه في الدرجة الأولى على أسماء النباتات في أي مكان يصل إليه ، ويحتفظ بنماذج منها معه ولذلك فهو يسهب كثيرا في الحديث عن هذه النباتات وعما ورد لها من ذكر في كتب بعض العلماء التي اطلع عليها قبل رحلته إلى بلاد المشرق.