الفصل الثاني
ظأفراد الطبقة العليا من رجال الأتراك ونسائهم ، أعمالهم
ودوائرهم ، عاداتهم وتقاليدهم وملابسهم
تعد مدينة طرابلس أكبر بكثير من بقية المدن والولايات القريبة منها والتي تخضع للسلطان التركي الذي يحتفظ بضباط له في كل الأماكن الأخرى وهم يحكمون تلك البلاد طبقا لرغائبه ، ويحمونها من كل الأضرار والأخطار.
ويطلق على هؤلاء الرؤساء اسم لواء أو باشا وهم يعتبرون حكام الدولة والممسكين بزمامها ، إذ إن تحت إمرتهم عدد من الفرسان ، يزيد أو يقل تبعا لإيرادات الولايات التي يلتزمون بإدارتها. وهؤلاء الباشوات من العسكريين الشجعان المدربين الذين يقودون رجالهم عدة مرات في الأسبوع لتدريبهم ، راكبين أو مترجلين ، على استعمال السهام والنشاشيب وتسجل لهم علاماتهم بالقفز من فوق صواري عالية وبإطلاق السهام أثناء ركضهم ، على استعداد لدخول الميدان في الحال ومحاربة الأعداء. ويعمل تحت إمرة هؤلاء الألوية عدد آخر من الضباط والآمرين. ويكون الصوباشيون (١) والقضاة هم المبرزون بين هؤلاء الموظفين وهم يعينون من قبل الباشا في الأماكن القريبة كي ييسروا له عمله في المحلات التي لا يستطيع المكوث فيها.
__________________
(١) الصوباشي رتبة وظيفية تعادل رتبة مدير الشرطة عندنا.