كلمة الناشر
منذ الحملات الصليبية على الشرق العربي انتبه الأوروبيون إلى أهمية الشرق عامة والوطن العربي خاصة باعتبار هذه المناطق مفاتيح كنوز كبيرة معدنية وغذائية وبشرية واقتصادية وأسواق رائجة لبضائعها. لذا فقد وصل هذه البقاع العديد من الباحثين والمختصين يدرسون ويبحثون وينقبون عمّا ضمته هذه الأقطار من ثروات هائلة. ومن أقدم تلك الرحلات العلمية الأوروبية إلى الشرق بل وأهمها رحلة العالم والطبيب الهولندي الدكتور ليونهارت راوولف إلى الشرق التي وقعت في النصف الثاني من القرن السادس عشر الميلادي. ومع أن الغاية الأساسية من هذه الرحلة كانت ـ كما هو معروف جمع النباتات والأعشاب التي لها علاقة بالطبّ والعلاج والتي تنمو في بلدان الشرق ، والشرق الأوسط بالذات فإن الجوهر الأصلي لها هو حثّ أوروبا على استعمار هذه البقاع وامتصاص خيراتها بكل الطرق والوسائل وهي بداية السيطرة والأطماع الأوروبية للشرق بأكمله.
طبعت هذه الرحلة باللغة الألمانية سنة ١٥٨١ م في ليدن ، ثم طبعت باللغة الإنكليزية سنة ١٦٩٣ م في لندن.