أهداف الرحلة :
الهدف المعلن لهذه الرحلة التي قام بها الدكتور راوولف الهولندي إلى هذه المنطقة من شرقنا العربي هو التعرّف وجمع أنواع كثيرة من النباتات والأشجار التي تنبت في أراضي هذه البلدان والتحقق من فوائدها الغذائية وبالأخص الطبيّة.
وقد حفظت بشكل جيد النباتات التي جمعها راوولف خلال رحلته في أربعة مجلدات ضخمة حيث اعتبرت من أعظم الأشياء النادرة الغالية. وأصبحت ملك جامعة ليدن الهولندية.
وحاول راوولف أن يعود لبلده ومعه نماذج كثيرة من نباتات وأعشاب بلاد المشرق التي جاءها ، وركز جلّ اهتمامه على فوائد هذه النباتات الطبية بصورة أساسية للاستفادة منها في صناعة الأدوية. وفعلا تهيأت له بعض المقومات الناجحة لجمع العديد من نماذج نباتات الوطن العربي واعتبرت مصدرا هامّا من مصادر دراسة النباتات العربية. ومع أن رحلة ليونهارت راوولف كانت علمية بحتة فإنها رحلة قيّمة تخللها الصدق والأمانة في أكثر الأحيان في الوصف لكل شيء شاهده ، وبذلك فإنها تشكّل أساسا لدراسة الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية للأقطار التي حلّ فيها ، ووصف ما شاهدته عيناه من أمور عجيبة وما صادفه من معوقات ومشاكل محزنة أحيانا. وهي بحق رحلة جامعة وشاملة ومفيدة. ووثيقة موضوعية عن الوضع العام للبلدان العربية إبان حكم الدولة العثمانية. ومن فوائد رحلة المشرق بشكل خاص وصفه لما حلّ ببغداد من كوارث ووباء الطاعون المميت والجوع المرعب والفيضان المدمر الذي أغرق هذه المدينة الجميلة بطغيانه.
بداية الرحلة :
عند ما خرج الرحالة راوولف في الثامن عشر من أيار سنة ١٥٧٣ م