من مدينة او غسبرغ الهولندية كانت محطته الأولى في الشرق العربي مدينة طرابلس في لبنان. ومن بين ما وصفه عن المصنوعات صناعة الحرير وأشار إلى توفر كميات كبيرة من الحرير في مدينة دمشق وذلك لكثرة أشجار التوت أو التكي. قال إن هناك «.. كثرة فائقة من أشجار التوت الضخمة الشامخة ذات الأوراق الكثيرة التي تتغذى عليها دودة القز. علما أن ثمار التوت هذه تكون بيضاء اللون وتنقل في سلال وتباع للعامة».
التوت أو الفرصاد :
(الاسم العلمي Morus ، والإنكليزي Mulberry ـ tree) أشجار برية وزراعية من فصيلة التوتيات ، تنتشر في المناطق الحارة والمعتدلة.
وأنواعها المعروفة أكثر من ثلاثين نوعا وأشهرها التوت الأبيض Morus alba الذي يربى على أوراقه دود القز وهو الذي وصفه راوولف في رحلته. وفي العراق يسمى التكي وهذا النوع صيني الأصل ونقله العرب إلى أنحاء العالم الإسلامي خلال الفتوحات العربية الإسلامية.
ووصف أعشابا يستخرج منها مادة بوتاسية تستخدم في صناعة الصابون سماها شوان (Shvan) وهي غير ذلك قال : «ويستخرج هذا البوتاس أو القلى من أعشاب يطلق عليها العرب اسم شنان ، وهو على نوعين.
وأحد هذين النوعين لا يختلف عن نبات القلى المعروف إذ يتألف من نبتة سميكة كثيرة العقد ذات أغصان صغيرة تتفرع منها ولها في رؤوسها عدة عقد ومن تحتها أوراق مدببة.
أما النوع الثاني فتكون سيقانه كثيرة مليئة بالعقد وجذور ملونة.
وينمو هذان النوعان من الأعشاب بكميات هائلة حيث يتم حرقها وتحويلها إلى رماد فوق الجبال. وعند حرقها تسيل مادة زيتية تلتصق بالرماد فتصبح صلبة أشبه بالحجارة بعد أن تفقد حرارتها ويجلب المسلمون هذا الرماد من الجبال على ظهور الإبل فيبيعونه لبعض التجار