ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود البازلى في «غاية المرام» (ص ٧٥ والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي) قال :
وروى الثعلبي قال : بينا عبد الله بن عباس على شفير زمزم يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذ جاء رجال متعمم بعمامة ، فجعل ابن عباس لا يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الا قال الرجل كذلك. قال ابن عباس : سألتك بالله من أنت؟ قال : فكشف العمامة عن وجهه وقال : أبو ذر الغفاري ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم بهاتين والا فصمتا ورأيت بهاتين والا فعميتا يقول :علي قائد البررة قاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله ، أما اني صليت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم صلاة الظهر فسائل سأل في المسجد فلم يعطه أحد ، فرفع السائل يده الى السماء فقال : اللهم اشهد اني سألت في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلم يعطني أحد شيئا ، وكان علي راكعا فأومى اليه بخنصره اليمنى وكان يتختم فيها ، فأقبل السائل وأخذ الخاتم من يده وذلك بمرأى النبي صلىاللهعليهوسلم.
فلما فرغ من الصلاة رفع رأسه الى السماء قال : انهم ان أخي موسى سألك فقال : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) الآية ، فأنزلت قرآنا ناطقا (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً) ، اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك ، اللهم فاشرح لي صدري ويسر لي امري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري.
قال أبو ذر : فما استتم رسول الله صلىاللهعليهوسلم الكلمة حتى نزل عليه جبرئيل وقال : يا محمد اقرأ. قال : وما اقرأ؟ قال : اقرأ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).