وعاء يسقى به ، والمراد بها هنا الصواع بدليل قوله : نفقد صواع الملك. والصواع والصاع بمعنى واحد ، وهو المكيال. والعير الإبل. وزعيم كفيل.
الإعراب :
تالله التاء للقسم مثل الواو ، ولكنها تختص باسم الله ، فلا يقال تالرحمن وتالقرآن. وجزاؤه مبتدأ ، ومن وجد خبر أي جزاؤه استعباد من وجد في رحله. والمصدر من ان يشاء مجرور بالباء المحذوفة أي الا بمشيئة الله. ودرجات مجرورة بإلى محذوفة.
المعنى :
(وَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَخاهُ قالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ). ذكر أهل التفاسير ، ومنهم الطبري والرازي والطبرسي وأبو حيان الأندلسي ، ذكروا في شرح هذه الآية تفصيلات لا دليل عليها من القرآن ، ولا هي من خصائص الواقعة التي لا تنفك عنها ، ولكنها تلائمها وتناسبها ، ومن أجل هذا نلخص أقوالهم بأن اخوة يوسف لما وصلوا الى مصر دعاهم الى طعامه ، وأجلسهم مثنى مثنى لغاية أرادها ، وهي ان يبقى اخوه بنيامين وحيدا ليجلسه معه على مائدته ، تماما كما آخى الرسول الأعظم (ص) بين أصحابه مثنى مثنى ، وأبقى عليا لنفسه ، وبعد الطعام أنزل يوسف كل اثنين من اخوته في حجرة ، وبات اخوه بنيامين معه في حجرته ، وعند ما اختلى به قال له : أتحب ان أكون أخاك؟. فأجابه : ومن يجد أخا مثلك؟. ولكن لم يلدك يعقوب ، ولا راحيل ، وراحيل هي أم يوسف وبنيامين ، فعانقه وقال : أجل ، لقد ولدني يعقوب وراحيل ، فأنا أخوك ، ولا تحزن بما كان من إخوتك معي ومعك .. ففرح بنيامين للمفاجأة السارة ، وحمد الله.
(فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ). أراد يوسف أن يفصل بنيامين عن اخوته ، ويبقيه عنده ،