المسجد الأقصى يشبه المسجد الحرام من وجوه :
١ ـ انهما في الشرق.
٢ ـ يرجع تاريخ كل منهما إلى عهد قديم الا ان المسجد الحرام أقدم وأعظم ، لأنه أول بيت وضع للناس ، وقد أوجب الله حجه على من استطاع اليه سبيلا : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) ـ ٩٨ آل عمران.
٣ ـ ان كلا من الكعبة ومدينة القدس التي فيها المسجد الأقصى قد أسسها وأنشأها العرب أو شاركوا في بنائها أو تأسيسها ، أما الكعبة فقد بناها ابراهيم وولده إسماعيل (ع) : (وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ـ إلى قوله ـ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ) ـ ١٢٧ البقرة. والمعروف ان إسماعيل أول نبي تكلم باللغة العربية خلاف لغة أبيه ، واليه تنتسب قريش وغيرها من العرب ، وبلغتها نزل القرآن الكريم ، أما القدس فقد نزح إلى أرضها قبيلة اليبوسيين ، وهي من القبائل الكنعانية العربية ، وقد حطت رحالها على الجبل المعروف باسم صهيون سنة ٢٥٠٠ قبل الميلاد بزعامة شيخها سالم اليبوسي ، وهذه القبيلة العربية هي التي وضعت أول لبنة لمدينة القدس التي أصبحت فيما بعد قبلة العالم (١) .. وبعد أن فتح المسلمون القدس بنوا مسجد عمر ، ومسجد قبة الصخرة داخل الحرم القدسي ، والأول أسسه عمر ابن الخطاب ، والمسجد الثاني بناه عبد الملك بن مروان ، وكان المسلمون لا يبيحون لغير المسلم أن يطأ أرضهما.
٤ ـ ان المسلمين يقدسون كلا من المسجد الحرام والمسجد الأقصى ، حيث توجهوا اليه في صلاتهم ثلاثة عشر عاما بمكة وبضعة أشهر بالمدينة ، وإذا أضفنا
__________________
(١). من تحقيق نشره الأستاذ ميخائيل خليل في جريدة «أخبار اليوم» عدد ٢٥ ـ ٥ ـ ١٩٦٨.