اللغة :
المغارة المحفورة في الجبل يقال لها كهف ان كانت كبيرة ، وإلا قيل لها : مغارة وغار. والرقيم بمعنى المرقوم من الرقم ، ومن معانيه الكتابة ، قال تعالى : (كِتابٌ مَرْقُومٌ) ـ ٩ المطففين أي مكتوب ، والمراد بالرقيم هنا اللوح الذي كتبت فيه اسماء أصحاب الكهف. والفتية جمع الفتى من الفتوة والشباب. وضربنا على آذانهم أي أنمناهم نومة عميقة لا تنبههم معها الأصوات.
الاعراب :
أم حسبت (أم) هذه منقطعة أي بل أحسبت. وسنين ظرف والعامل فيه ضربنا. وعددا صفة لسنين أي معدودة أو ذوات عدد. وقيل : مصدر أي تعدها عددا. وأي الحزبين مبتدأ ، واحصى خبر ، وأمدا مفعول لأحصى مثل أحصيت الأيام وعددت الشهور ، ولا يصح جعله تمييزا لأن التمييز في مثله بمعنى احسن وجها ، واكثر مالا أي حسن وجهه وكثر ماله ، والأمد لا يحصي نفسه.
المعنى :
نفسر المعنى الظاهر من الآيات المتعلقة باصحاب الكهف ، في ضوء ما دلت عليه بالدلالة الصريحة ، أو بدلالة الاقتضاء وطبيعة الحال (١) ونطرح ما عداها من المصادر أو الأساطير ، فلقد ذكرنا اكثر من مرة أن الحوادث التاريخية وأمثالها لا تثبت إلا بنص القرآن أو بحديث متواتر ، وان اخبار الآحاد ليست بشيء وان صحت أسانيدها إلا في الأحكام الشرعية.
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً). الكهف
__________________
(١). الدلالة الصريحة مثل اسأل أهل القرية ، ودلالة الاقتضاء مثل اسأل القرية ، فان الكلام لا يصح إلا بتقدير اهل القرية.