فيتخذونها وسيلة الى طاعة الله ومرضاته ، كما فعل ذو القرنين.
(ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً) رجع ذو القرنين من المغرب الى المشرق الذي أشار اليه تعالى بقوله: (حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً). المراد بمطلع الشمس المشرق ، وضمير وجدها ودونها يعودان الى الشمس ، والمراد بالستر هنا البناء وما اليه كالأكواخ والخيام والكهوف ، والمعنى ان ذا القرنين حين وصل إلى بلاد في الشرق وجد قوما في أرض مكشوفة للشمس ، وحياتهم بدائية كوحوش الفلوات ، ورجح بعض المفسرين ان هذه الأرض تقع على شاطئ افريقية الشرقي .. ولم يذكر سبحانه ما ذا فعل ذو القرنين بهؤلاء : هل أحسن لمن آمن وعمل صالحا منهم ، وعذّب من أصر على الكفر ، أو تركهم وشأنهم لأنهم كالحيوانات غير مسؤولين عن شيء ، أو لسبب آخر؟ الله أعلم. (كَذلِكَ وَقَدْ أَحَطْنا بِما لَدَيْهِ خُبْراً) أي هذا هو أمر ذي القرنين الذي أحطنا بجميع أخباره وأحواله.
(حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِما قَوْماً لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (٩٣) قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (٩٤) قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (٩٥) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذا جَعَلَهُ ناراً قالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (٩٦) فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً (٩٧) قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكانَ