وهو في صلب أبيه ، وما سمي أحد من قبله بهذا الاسم. وقيل : ان يحيى هو يوحنا المعروف بالمعداني عند المسيحيين.
(قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا). ليس هذا استبعادا ، بل تعظيما وشكرا لأنعم الله وقدرته التي تخطت السنن والعادات ، فهو شيخ كبير ، وزوجته عجوز عقيم ، ومع هذا قد منّ الله بالعطاء ، وأنعم بالولد.
(قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً). قائل القولين واحد ، وهو الله أي ان الله قال لزكريا : قال ربك الخ ، وقد جرى كثير من المؤلفين المسلمين على ذلك ، فيقول أحدهم : «قال محمد هو ابن مالك» يعني نفسه ، ومثله قول الطبري عن نفسه : قال ابو جعفر محمد بن جرير الطبري .. ولا شيء صعب على الله ، فالأشياء لديه سواء لا يحتاج وجودها إلا الى كلمة «كن».
(قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا). المراد بأوحى اليهم أومأ اليهم بيده أو كتب. لأنه ممنوع عن الكلام. وتقدم التفصيل عند تفسير الآية ٤١ من سورة آل عمران ج ٢ ص ٥٤.
(يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (١٢) وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا (١٣) وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا (١٤) وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (١٥))