أرضنا بأسلحة الاستعمار ، وأموال الصهيونية ليسوا من نسل إسرائيل بن اسحق ، ولا على دينه ودين موسى ، وإنما هم مخلوق جديد .. عجيب غريب .. لم يسبق له مثيل ، لأنه مكون من أشتات لا يربط بينها رابط ، ولا يجمعها جامع من وطن أو لغة ، أو أي مبدأ إلا مبدأ العمالة لقوى الشر والاستعمار.
هذا ، إلى أن تفسير قوله تعالى : (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ) تفسيره بأن الله قضى وقدر بطرد الصهاينة من فلسطين يؤدي بنا من حيث نريد أو لا نريد إلى التواكل وطرح أسباب النصر الطبيعية التي بيّنها الله في كتابه ، وعلى لسان نبيه ، وحثنا عليها بكلمة الجهاد تارة ، والتعاون تارة ، وإعداد العدة أخرى ، وعدم اليأس حينا ، والصبر والمثابرة أحيانا ، وبذل المال واسترخاص كل غال في سبيل الذود عن الدين والوطن ، تماما كما فعل محمد وصحابة محمد (ص) والذين اتبعوهم بإحسان ، وكما يفعل الفدائيون الآن.
وبعد ، فإن الله لا ولن يتولى عنا حرب إسرائيل ، ولا حرب الاستعمار والصهيونية ، وان صلينا له ورجوناه ، لأن أفضل أنواع العبادة عنده هي التضحية بكل القدرات والطاقات ضد الظلم والطغيان ، والفساد والعدوان .. ونحن نملك القدرة الكافية الوافية على طرد العدو من أرضنا السليبة ، نملك هذه القدرة بعددنا وديننا وتراثنا ومواردنا ، وما علينا إلا أن نستعملها .. ولا بد أن نستعملها في يوم من الأيام إن عاجلا أو آجلا ، لأن حب البقاء يحتم ذلك .. فلقد وضعنا الاستعمار والصهيونية أمام أمرين لا ثالث لهما : إما الموت ، وإما الحياة .. ولا أحد يفضل الموت على الحياة ، والاستعباد على الحرية ، والهوان على الكرامة.
(إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (٩) وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا