وتسأل : ان ضمير قالا مثنى يعود الى موسى وهرون ، مع العلم بأن هرون لم يكن مع موسى في موقف المناجاة ، فما هو الوجه لذلك؟.
وأجاب بعض المفسرين بأن هذا القول كان من موسى بلسان المقال ، ومن هرون بلسان الحال ، لأن هرون تابع لموسى ، ويجوز ان يكون هذا القول منهما بعد ذهاب موسى الى مصر واجتماعه بأخيه ، وقبيل ذهابهما الى فرعون .. ومن عادة القرآن أن يطوي كل كلام تدل عليه قرينة حالية أو مقالية.
(فَأْتِياهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ) بالأسر والتسخير وذبح الأبناء واستخدام البنات. وتقدم نظيره في الآية ١٠٤ من سورة الأعراف ج ٣ ص ٣٧٤. (قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ) بحجة كافية ، ودليل قاطع على صدقنا (وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى). والهدى هو دين الله ، والسلام الأمان من عذابه ، والمعنى ان من دخل في دين الله فقد سلم من عذاب الحريق (إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى). هذا تهديد وإنذار لفرعون بالهلاك والدمار ان استهان بشأن موسى وهرون ، وأنكر رسالتهما ، واستمر في غيه وعتوه.
(قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى (٤٩) قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى (٥٠) قالَ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى (٥١) قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى (٥٢) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى (٥٣) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (٥٤) مِنْها خَلَقْناكُمْ