(وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى). ضمير فيه يعود الى الرزق المفهوم من الكلام ، والطغيان فيه ان يؤخذ ، أو ينفق في غير طريقه المشروع ، والمعنى ان من كسب المال من غير حل ، أو أنفقه في غير حل فجزاؤه عند الله الهلاك وعذاب الحريق ، تماما كجزاء فرعون وغيره من العصاة الطغاة.
(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى). يغفر الله الذنوب بشروط أربعة : الأول التوبة ، وهي الندم على ما كان من المعاصي مع طلب الصفح عنها. الشرط الثاني الايمان بالحق أينما كان ويكون ، سواء أوافق الأهواء والأغراض ، أم خالفها. الشرط الثالث العمل بالحق ، لأن الايمان بلا عمل كاللفظ بلا معنى. الشرط الرابع الاهتداء ، والمراد به هنا الاستمرار على اتّباع الحق حتى الموت. وبهذا نجد الجواب عن سؤال من سأل : ان المهتدي هو الذي آمن وعمل صالحا ، فما هو الوجه في عطف الأول على الثاني بثم.
(وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى (٨٣) قالَ هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى (٨٤) قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (٨٥) فَرَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ يا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (٨٦) قالُوا ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا وَلكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْناها فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (٨٧) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ