هي انقلاب العصا ثعبانا آمنوا بالله وبموسى ، وتحملوا من أجل ايمانهم العذاب الشديد في الدنيا ، ولم يرجعوا عن الايمان ، أما بنو إسرائيل فقد رأوا ما رآه السحرة ، وأيضا رأوا اعتراف السحرة وايمانهم بموسى ، ثم رأوا الآيات التسع مدة مديدة ، ثم رأوا انفلاق البحر اثني عشر طريقا سلكوها بأنفسهم ، ورأوا هلاك عدوهم بأعينهم ، ومع هذا كله لما خرجوا من البحر ورأوا قوما يعبدون البقر قالوا لموسى : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ، وما إن سمعوا صوتا من عجل حتى عكفوا على عبادته».
وكم تمنيت ، وأنا أفسر الآيات التي نزلت في بني إسرائيل ، وحكت شذوذهم وغرائبهم ، كم تمنيت أن تتألف لجنة من العلماء بالإنسان وغرائزه لدراسة الاسرائيليين وطبيعتهم في ضوء سيرتهم وتاريخهم القديم والحديث لنعلم هل هم من البشر ظاهرا وواقعا ، أو انهم لا يشبهون الناس في شيء ، ولا أحد من الناس يشبههم في شيء إلا في الشكل والصورة؟ كما يومئ الى ذلك الكثير من آي القرآن الكريم. أنظر ج ١ ص ١٢٢ وج ٢ ص ٣٣٧ وص ٣٨٩.
(كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً (٩٩) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً (١٠٠) خالِدِينَ فِيهِ وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلاً (١٠١) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً (١٠٢) يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً (١٠٣) نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً (١٠٤) وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً (١٠٥) فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً (١٠٦) لا تَرى فِيها