(فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ). اضافة الآية الى الليل بيانية ، مثل نفس الشيء ، والمسجد الجامع أي الآية التي هي الليل ، والمسجد الذي هو الجامع.
وتسأل : الظاهر من كلمة المحو هو الذهاب والازالة من الأساس ، مع العلم بأن الليل موجود بالحس والعيان؟.
الجواب : المراد بالمحو هنا عدم الأثر من حيث العمل ، لأن الناس تسكن فيه ولا تعمل على عكس النهار. قال تعالى : (وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً) ـ ٩٦ الأنعام. وقال : (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً) ـ ١١ النبأ.
(وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً) نيرة تكشف كل شيء للأبصار (لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) .. الليل للسكون والراحة ، والنهار للعمل وطلب الرزق بكد اليمين وعرق الجبين ، لا بالغش والاحتيال ، ولا بالخيانة والعمالة لتبتغوا فضلا من ربكم ، لا من السفارات ومكاتب الاستخبارات .. وفضل الله مبذول لكل طالب وراغب ، وهو خير وأبقى ، واطهر وأزكى .. اللهم أغننا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك.
(وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ). تكلمنا عن ذلك مفصلا عند تفسير الآية ٣٦ من التوبة ، فقرة الأشهر القمرية هي الأشهر الطبيعية ج ٤ ص ٣٩ (وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً). فأبان لنا سبحانه الحلال والحرام ، وأقام علينا الحجة بالدلائل والمواعظ ، والسعيد من نزع عن شهوته ، وقمع هوى نفسه.
(وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً (١٣) اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (١٤) مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (١٥))