ذواتي رتق. وحي صفة لشيء. والمصدر من أن تميد مفعول من أجله لجعلنا ، وجعلنا هنا بمعنى خلقنا. وسبلا مفعول ، وفجاجا حال من سبل ولو تأخر فجاج لكان وصفا ، وقال صاحب مجمع البيان فجاجا مفعول ، وسبلا بدل منه ، والمعنى صحيح على الإعرابين. وكلّ مبتدأ وجملة يسبحون خبر وفي فلك متعلق بيسبحون. وفتنة مفعول مطلق لنبلوكم مثل قمت وقوفا ، وان يتخذونك (ان) نافية ، وهزوا مفعول ثان. وهم الأولى مبتدأ ، وكافرون خبر ، وبذكر الرحمن متعلق بكافرين. وهم الثانية تأكيد لفظي لهم الأولى.
المعنى :
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما). في أول سورة البقرة ج ١ ص ٣٨ عقدنا فصلا مطولا بعنوان «القرآن والعلم الحديث» وقلنا : ان القرآن كتاب دين يهدي الإنسان الى سعادته في دنياه وآخرته ، وليس كتاب نظريات في الفلسفة والعلم والفلك وغيره ، وان كل آية من آيات القرآن الكونية أو التاريخية كقصص الأنبياء فان الغرض منها أن نتعظ ونعتبر ، أو نسترشد بها الى وجود الله ، فنؤمن به وبعظمته ، ومن الآيات الكونية هذه الآية التي نحن بصددها ، وقد ذكر فيها سبحانه شيئين : الأول ان المجموعة الشمسية ، وهي الشمس والأرض والمريخ والمشتري وزحل وعطارد وغيرها كلها كانت متلاصقة متلاحمة كالشيء الواحد ، ثم فصل الله بعضها عن بعض ، وجعل كلا منها كوكبا مستقلا .. وأقر العلماء الجدد نظرية انفصال الأرض عن الشمس ، ولكنهم اختلفوا في التفاصيل ، وسكت القرآن عن كيفية الفتق والانفصال ، ونحن نسكت عما سكت الله عنه.
(وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ). هذا هو الشيء الثاني الذي تضمنته الآية ، وبيانه ان الماء مصدر الحياة لكل نام ، إنسانا كان أو حيوانا أو نباتا ، وجاء في الآية ٧ من سورة هود : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) وقلنا في تفسيرها ج ٤ ص ٢١٠ : ان المراد بعرشه