ذوات القسط. وشيئا مفعول مطلق لتظلم لأنه بمعنى ظلما. والباء في بنا زائدة وضمير (نا) فاعل ، وحاسبين تمييز لأنه بمعنى من حاسبين ، ويجوز أن يكون حالا. والذين يخشون بدل من المتقين.
المعنى :
(قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إِذا ما يُنْذَرُونَ). هذا مثل قوله تعالى : (وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ) ـ ٨٩ الحجر .. أمر نبيه الكريم ان يقول للمشركين: أتسخرون من قيام الساعة وأهوالها؟ انها من وحي الله لا من وحي الخيال ، واني أحذركم بأمر الله ، لا بأمري ، ولكن كيف تسمعون التحذير والانذار ، وفي آذانكم وقر وصمم؟ وكل من لا يستجيب لنصيحة الله فهو أعمى وأصم ، وان كان له عينان وأذنان.
(وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ). كانوا من قبل يسخرون ويهزءون إذا ما أنذروا بالعذاب ، حتى إذا مسهم أخفه وأدناه ذلوا وخضعوا وقالوا : (يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ). وتقدم مثله في الآية ١٤ من هذه السورة.
(وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ). المراد بالموازين هنا احكام الله وشريعته والمعنى ان الله سبحانه يقيس أعمال العباد بأمره ونهيه ، فمن جاءت أفعاله على وفق أمر الله وتروكه على وفق نهيه تعالى فهو ممن ثقلت موازينهم ، والا فهو من الذين خفت موازينهم ، سئل الإمام جعفر الصادق (ع) عن الموازين القسط؟ فقال : هم أنبياء الله وأولياؤه أي احكام الله الذي يبلغها الأنبياء والأولياء لعباده. وعلى هذا الأساس يكون الجزاء ، فلا ينقص من ثواب المحسن مقدار حبة من خردل ، وقد يزاد له ، ولا يزاد في عقاب المسيء حبة كذلك ، وقد ينقص