من شعير ، وكانت أموال الجزيرة العربية في قبضته وطوع أوامره.
(وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عالِمِينَ). هذه الآية ظاهرة الدلالة على أن الريح كانت تحمل سليمان بأمر الله ، ولا داعي للتأويل ما دام العقل لا يأبى هذا الظاهر ، وأوضح من هذه الآية قوله تعالى : (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ) ـ ١٢ سبأ فهي تقطع بالغداة مسيرة شهر على الجمال ، وبالعشي كذلك ، والمراد بالأرض المباركة نفس الأرض التي جاء ذكرها في الآية ٧١ من هذه السورة.
وتسأل : قال سبحانه هنا : (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً). مع انه قال في الآية ٣٦ من ص : (فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً). والعاصفة هي الشديدة ، والرخاء هو اللين ، فما هو وجه الجمع؟.
الجواب : انها تجري تارة شديدة ، وأخرى لينة حسبما يأمرها تماما كسائق السيارة والطائرة.
(وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ) في البحار ، فيستخرجون منها اللؤلؤ والمرجان ، والمراد بالشياطين هنا الجن (وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ) كبناء المحاريب والتماثيل ، قال تعالى : (يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ) ـ ١٣ سبأ. (وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ) من التمرد والخروج عن طاعة سليمان .. وليس لنا ما نقوله إلا ان الوحي أثبت وجود الجن ، وانهم عملوا في خدمة سليمان ، وان العقل لا يأبي ذلك ، وعليه فلا موجب للتأويل وصرف الكلام عن ظاهره. وقال الإمام علي (ع) : ولو ان أحدا يجد الى البقاء سلما ، أو الى الموت سبيلا لكان ذلك سليمان بن داود الذي سخر له ملك الجن والانس مع النبوة وعظيم الزلفة.
(وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٨٣) فَاسْتَجَبْنا