(وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ). النون الحوت ، وذا النون يونس ، قال تعالى : (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ) ـ ٤٨ القلم. ومغاضبا أي لقومه. ولن نقدر عليه لن نضيّق عليه كما في الآية ٧ من سورة الطلاق : (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ). والمراد بالظلمات هنا بطن الحوت ، ومجمل المعنى اذكر يا محمد خبر يونس حين دعا قومه الى الايمان بالله ، فلم يستجيبوا لدعوته ، فضجر منهم وخرج عنهم مغاضبا لهم ، فظن ان لن نضيق عليه بالحبس وغيره ، فلما التقمه الحوت استغاث بنا (فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ). المراد بالغم هنا بطن الحوت ، وبالنجاة إخراجه من بطن الحوت الى البر ، وتقدم الكلام عن ذلك عند تفسير الآية ٩٨ من سورة يونس ج ٤ ص ١٩٣.
(وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ). تقدم نظيره في الآية ٣٨ وما بعدها من سورة آل عمران ج ٢ ص ٥٣ والآية ٧ وما بعدها من سورة مريم (إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ). ضمير انهم لزكريا وزوجه ويحيى ، أو لمن تقدم ذكره من الأنبياء ، وكلهم فعلوا الخيرات رغبة في ثواب الله ، ورهبة من عقابه ، وكلهم كانوا منقادين له في كل شيء.
(وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ). تقدم في الآية ٤٥ وما بعدها من سورة آل عمران ج ٢ ص ٦٣ والآية ١٦ وما بعدها من سورة مريم.
(إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (٩٢) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ (٩٣) فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا