على المشركين الذين كانوا يلطخون أصنامهم بدم الأضاحي ، ويلوثون به حيطان الكعبة.
(وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ). وتسأل : ان معنى التقوى ان تتقي الله فيما حرمه عليك ، وهذا يعود ثوابه ونفعه عليك وحدك ، أما الله سبحانه فلا تنفعه طاعة من أطاع ، ولا تضره معصية من عصى ، اذن ، فما معنى قوله تعالى : (وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ)؟
الجواب : المراد بالتقوى هنا رضا الله لأن تقوى العبد ، ورضا الله عن المتقي متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر ، وعليه يكون المعنى ان الذي يصل الى الله من أضاحيكم هو ان يرضى عنكم ولا يغضب عليكم .. فهو أشبه بقولك لولدك : ان نجاحك في الدراسة يجعلني راضيا عنك محبا لك ، وهذا كل ما أناله من دراستك ونجاحك.
(كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ). سخر الله البدن لعباده وهداهم الى التقرب بنحرها اليه تعالى ليسبحوا بحمده ، ويعظموه في علمه وقدرته ويخافوا من عقابه ، ويطمعوا في ثوابه (وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) كل المحسنين ، سواء أأحسنوا في التقرب الى الله بالأضاحي أم بغيرها ، فان أنواع الإحسان لا يبلغها الإحصاء ، وأفضلها جهاد أهل البغي والضلال ، ولو بكلمة الحق والعدل.
(إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (٣٨) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ