وخفض الجناح كناية عن التواضع والتذلل. والأوّاب الراجع الى الله في شئونه وأموره.
الإعراب :
فتقعد منصوب بأن مضمرة بعد الفاء لأنه جواب للنهي. وقضى ربك أن لا تعبدوا. أي بأن لا تعبدوا وبالوالدين عطف عليه ، أو متعلق بمحذوف أي وبأن تحسنوا للوالدين إحسانا. وإما مركبة من كلمتين : ان الشرطية ، وما الزائدة. وأف اسم فعل لا محل له من الإعراب ، والمعنى لا تقل لهما : كفّا. وكما ربياني الكاف بمعنى مثل قائمة مقام المفعول المطلق اي ارحمهما رحمة مثل رحمة تربيتهما. وصغيرا حال.
المعنى :
(لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً). الخطاب هنا للإنسان ، كل انسان ، وليس للنبي (ص) بدليل قوله تعالى : (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما) ، ومعلوم ان النبي (ص) عاش يتيم الأبوين.
(وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) أي أمر بالإخلاص في العبادة اليه وحده ، وليس المراد بالعبادة مجرد الصوم والصلاة ، فكل من أطاع إنسانا في معصية الله فقد عبده ، قال رسول الله (ص) : من أصغى الى ناطق فقد عبده ، فان كان الناطق عن الله عز وجل فقد عبد الله ، وان كان الناطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان.
(وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً). قرن الله سبحانه شكر الوالدين بشكره ، وأوجب