(ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) لأنهم عبدوا غيره ، وعصوا أمره (إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) ينتقم منهم ولا يجدون من دونه وليا ولا نصيرا (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً) كجبريل ينزل بالوحي على النبيين (وَمِنَ النَّاسِ) وأيضا اصطفى الله رسلا من الناس يدعون الى مرضاته (إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) يسمع أقوالهم ، ويعلم ما يضمرون وما يفعلون (يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ). هذا كناية عن انه تعالى لا تخفى عليه خافية ، وهو شرح وتفسير لقوله : ان الله سميع بصير (وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ). منه البداية ، واليه النهاية. وبتعبير ثان انا لله وانا اليه راجعون.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٧٧) وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٧٨))
اللغة :
اجتباكم اختاركم. والحرج الضيق. والملة الدين. واعتصموا بالله تمسكوا بدينه.
الإعراب :
حق جهاده مفعول مطلق لجاهدوا لأنه مضاف الى الجهاد. ومن حرج (من) زائدة اعرابا وحرج مفعول لجعل. وملة مفعول لفعل محذوف أي اتبعوا ملة ابراهيم.