الظَّالِمِينَ) أمر الله نبيه الكريم أن يدعوه ويسأله السلامة والنجاة من سخطه وعذابه الذي يحل بالمجرمين والظالمين مع العلم بأنه (ص) في أمن وأمان .. ولكن الغرض من هذا الدعاء هو تهديد أهل الشرك والبغي ، وكثيرا ما يستعمل المرشدون هذا الأسلوب تعريضا بمن غضب الله عليه ، وأعد له عذابا مهينا.
(وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ). أنذر النبي (ص) قريشا بالعذاب على تكذيبه وانكار نبوته ، فضحكوا وسخروا ، فقال سبحانه لنبيه : لا تحزن ، نحن قادرون على أن نريك إهلاكهم واستئصالهم ، ولكن نؤخر ذلك لحكمة ومصلحة لك وللإسلام .. وقد تكون هذه الحكمة ان الله يعلم بأن بعضهم أو بعض أبنائهم سيؤمنون بالله ورسوله ، ويكونون قوه ودعامة للإسلام والمسلمين ، كما حدث ذلك بالفعل.
(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ). ما هو الدفاع بالأحسن؟
هل هو الصبر على الأذى والسكوت عن المؤذي كما قال كثير من المفسرين؟.
ان الدفاع يختلف باختلاف الموارد ، فقد يكون استعمال القوة والعنف لردع المعتدي دفاعا بالأحسن وذلك إذا كان المعتدى عليه يملك القوة الرادعة ، وكان السكوت عن المسيء يغريه بالاساءة والعدوان ، قال الإمام علي (ع) : الوفاء لأهل الغدر غدر ، والغدر بأهل الغدر وفاء .. وقد يكون السكوت عن المعتدي والصبر على أذاه دفعا بالأحسن إذا أدى الاغضاء عنه الى ندمه وتوبته من إساءته ، أو كان المعتدى عليه عاجزا عن الردع .. فإن المقاومة ـ وهذه هي الحال ـ تحدث ما لا تحمد عقباه من تمادي المعتدي في غيه وغير ذلك من ردود الفعل.
ومن أجل هذا صبر رسول الله (ص) على الأذى ، وهو في مكة لعجزه عن الردع ، وأدب المعتدين بعد هجرته الى المدينة لأنه كان يملك القوة الرادعة.
(وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ). همزات الشياطين وساوسهم. وان يحضرون أي ان يقربوا مني .. وبداهة انه لا سلطان