ذي القربى قرابة الرسول دخولا متقدما وبطريق أولى من جهة ان الآية للقرابة الأدنين بالرجل ، فأما قرابة رسول الله فقد أبان الله على الاختصاص حقهم ، وأخبر ان محبتهم هي أجرة النبي على هداه لنا».
وقيل : المراد بذي القربى القريب الذي له حق النفقة والميراث. والمسكين المحتاج ، وابن السبيل المنقطع في السفر ، ولا يملك نفقة العودة إلى بلاده ، ولهذين الحق في الزكاة لقوله تعالى : (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ) ـ ٦٠ التوبة.
(إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ ، وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً). عبّر سبحانه عن المبذرين باخوان الشياطين لأن التبذير مكروه عند الله ، وكل ما هو مكروه عند الله فهو محبوب عند الشيطان .. ولا يختلف اثنان في ان التبذير هو انفاق المال في غير وجهه ، ووضعه في غير موضعه قليلا كان أو كثيرا ، وبتعبير أهل المنطق ان التبذير من مقولة الكيف ، لا من مقولة الكم.
وتسأل : ان قولك : في غير وجهه ، وغير موضعه ، أشبه بالكلام المبهم الذي يحتاج إلى التحديد والتوضيح ، فما هو وجهه وموضعه؟.
الجواب : ان كل من أنفق شيئا من ماله فيما يعود عليه بالضرر ، أو لا يعود عليه بأية منفعة فهو مسرف وسفيه عرفا وشرعا ـ وعلى الهامش الا المال الذي يبذل ثمنا للتدخين ـ وأشرنا إلى السفيه والتحجير عليه في التصرفات المالية عند تفسير الآية ٥ من سورة النساء ج ٢ ص ٢٥٣ و ٢٥٦.
سؤال ثان : رجل أنفق من ماله على شرب الخمر وأكل لحم الخنزير ، وما إلى ذلك من المحرمات التي تعود عليه بالنفع العاجل والضرر الآجل ، فإن. كثيرا من الناس لا يرون هذا مبذرا وسفيها ، فهل توجب الشريعة الاسلامية التحجير عليه في التصرفات المالية لأنه سفيه مسرف؟.
الجواب : ان للإنسان العاقل أن يتصرف في أمواله دون معارض ، مؤمنا كان