الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ). بعد ان وبخ سبحانه المجرمين ، وزجرهم عن الكلام بيّن لهم انهم كانوا يسخرون ويضحكون من عباد الله الصالحين الذين طلبوا من الله الرحمة والغفران ، حتى شغلهم الهزء والضحك عن ذكر الله تعالى ، وهذا هو المعنى المقصود من قوله تعالى : (حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي) أي نسيتموني لأنكم كنتم في شغل شاغل بالسخرية من المتقين (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ). صبر المؤمنون الصالحون على أذى المجرمين ، فأنعم الله على أولئك ، وانتقم من هؤلاء : (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ) ـ ٣٤ المطففين.
(قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (١١٢) قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ (١١٣) قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١٤) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ (١١٥) فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (١١٦) وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (١١٧) وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١١٨))
اللغة :
العادّين جمع عاد : وهو من يحصي العدد (وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً). حسابه محاكمته أو جزاؤه.