الى غير ذلك من الأنواع التي أشار اليها سبحانه بقوله : (يَخْلُقُ اللهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). ان الدواب جميعا من أدنى نوع الى أعلاه يسير على أكمل نظام ، ويفعل ما يلائمه ويتفق مع مصلحته ، وهذا دليل قاطع على ان وراء ذلك خالقا عظيما ومدبرا حكيما.
(لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ). أقام سبحانه الدلائل على وجوده وعظمته ووحدانيته ، ومنها خلق الدابة بشتى أنواعها ، ولم يدع عذرا لمتعلل. قال الإمام علي (ع) : ابتدعهم خلقا عجيبا من حيوان وموات ، وساكن وذي حركات ، فأقام من شواهد البينات على لطيف صنعه ، وعظيم قدرته ما انقادت له معترفة به مسلمة له (وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ). لا شك ان من سلك الصراط المستقيم الذي أمر سبحانه بسلوكه فهو مهتد عند الله ، أما من عصى أمره تعالى ، وحاد عن صراطه فهو ضال عند الله وعند الناس ، ما في ذلك ريب.
(وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (٤٧) وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (٤٨) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (٤٩) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٥٠) إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥١) وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (٥٢)