وهو معطوف على الحق ، وتفسيرا تمييز. وعلى وجوههم متعلق بمحذوف حالا من واو يحشرون أي منكبين. ومكانا تمييز وسبيلا مثله. وأخاه مفعول أول لجعلنا ، وهرون بدل منه ، ووزيرا مفعول ثان. وقوم نوح مفعول لفعل محذوف أي وأغرقنا قوم نوح. وعادا وما بعده عطف على (هم) في جعلناهم للناس آية. وكلا ضربنا (كلا) مفعول لفعل محذوف أي ضربنا كلا أو عذبنا كلا. وكلا تبرنا (كلا) مفعول تبرنا المذكورة.
المعنى :
(وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً). أي أعرضوا عنه ، وأبوا أن يؤمنوا به ، أو ينظروا اليه نظرة الفاحص والباحث عن الحق ليكون على بصيرة منه ويقين .. كذب صناديد قريش بنبوة محمد (ص) ، وقالوا عنه وعن القرآن ما قالوا حرصا على مناصبهم ، وخوفا على مكاسبهم ، فرفع النبي شكواه منهم الى ربه الذي بيده مقاليد الأمور وتدبيرها ، وهكذا العاقل لا يشكو حاجته إلا لمن بيده قضاؤها .. أجل ، قد يشكو الى صديق يواسيه أو يسليه ، أو يتوجع. قال الإمام جعفر الصادق (ع) : «من شكا الى أخيه فقد شكا الى الله ، ومن شكا الى غير أخيه فقد شكا الله». يريد بأخيه أخاه في الايمان ، وان المؤمن إذا شكا الى مؤمن مثله دعا الله أن يفرج عنه ، وأمره بالصبر والتوكل على الله ، ولا يؤيسه من رحمته تعالى ، أما غير المؤمن فانه يشمت به ، أو يشير عليه بما يصرفه عن الله.
(وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ). مصلح يقول للطاغية : يا مجرم ، ويدمغه بالفساد والضلال ، وبالعدوان على حقوق الناس ومقدساتهم ، ويجرده من سلطانه وكيانه ، يفعل هذا وغير هذا ، ثم يقف الطاغية جامدا لا يحرك ساكنا؟ كلا. وتقدم نظير هذه الآية في سورة الأنعام الآية ١١٢ ج ٣ ص ٢٤٩. وأجبنا هناك عن سؤال من يسأل : إذا كان الله هو الذي جعل لكل نبي عدوا من الأشرار فلما ذا يعاقب من نصب العداء للأنبياء؟.
(وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً). الخطاب لرسول الله (ص) ، وفيه وعد