(وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً (٤١) إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً (٤٢) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (٤٣) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (٤٤))
الإعراب :
هزوا مصدر بمعنى اسم المفعول أي مهزوا به. ومفعول بعث ضمير محذوف أي بعثه ، رسولا حال منه. وان مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف أي انه ، واللام في ليضلنا للتأكيد ، وجملة يضلنا خبر ان. وفي كاد ضمير مستتر يعود الى الرسول. لو لا تدل على امتناع شيء لوجود شيء آخر. والمصدر من صبرنا مبتدأ ، وخبره محذوف أي لو لا صبرنا موجود لأضلّنا الرسول.
(وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً). أقام النبي (ص) ثلاث عشرة سنة بمكة يدعو قومه الى الإيمان بإله واحد يأمر بالعدل ، وينهى عن الجور ، ويستوي عنده الأسود والأبيض ، والغني والفقير ، ولا فضل إلا بالتقوى .. فلا غرابة بعد هذا ان يضيق بمحمد (ص) عتاة قريش ، ويؤذوه ويسخروا منه ومن دعوته .. وقد كان مبدأ المساواة مادة خصبة لهزئهم وسخريتهم .. بلال العبد الذليل الفقير مثل أبي جهل صاحب الجاه والمال ، بل أفضل عند