آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) ـ ١٧١ الأعراف. فكيف أثبته هناك ، ونفاه هنا؟.
الجواب : ان القرآن الكريم يدل بصراحة ووضوح على ان الله سبحانه عامل اليهود معاملة لا تشبه شيئا مما عامل به سائر العباد ، لأن لهم في نظر القرآن طبيعة شاذة لا يقاس عليها .. وقد تكلمنا عن ذلك مفصلا في ج ١ ص ١٢٢ بعنوان «لا قياس على اليهود.
(وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ). أقدرنا المشركين وأرشدناهم بلسانك يا محمد الى ما فيه خيرهم وصلاحهم ، فأعرضوا وسخروا .. فدعهم وشأنهم ، فإنهم ملاقون ما وعدناهم من العذاب لا محالة. وتقدم مثله في الآية ٦٧ من سورة الأنعام ج ٣ ص ٢٠٥.
(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ). كفر من كفر بالله ، وهو يرى الدلائل والبينات على وجوده وعظمته ، ومن هذه الدلائل إخراج النبات أصنافا وألوانا من الأرض الميتة. أنظر تفسير الآية ٩٩ من سورة الأنعام ج ٣ ص ٢٣٤ والآية ٣ من سورة الرعد ج ٤ ص ٣٧٥. (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ). وبعزته يقهر الطغاة ، وبرحمته يمهلهم ولا يعاجلهم بالعقاب حتى يأتيهم من عنده البشير النذير ، ويدع لهم الفرصة للتدبر والتوبة. قال الإمام علي (ع) : لا يشغله غضب عن رحمة ، ولا تلهيه رحمة عن عقاب.
(وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ (١١) قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (١٢) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ (١٣) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (١٤)