جمع غاو وهو من ضل عن طريق الهداية والحق. وكبكبوا تكرار لكب ، ومعناه الطرح والإلقاء. ونسويكم نجعلكم سواء معه. والحميم خالص الود.
الإعراب :
جنود إبليس عطف على (الغاوون). ان كنا (ان) مخففة من الثقيلة ، واللام في لفي ضلال اللام الفارقة. وإذ ظرف متعلق بمبين. فنكون منصوبة بأن مضمرة لوقوعها بعد لو المتضمنة معنى التمني ، والمصدر المنسبك عطف على كرة.
المعنى :
(وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ). انها قريبة ممن اهتدى واتقى ، بعيدة عمن ضل وغوى (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ) أظهرها الله للذين جحدوها وكذبوا بها (وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) وترجونهم لهذا اليوم ، وتقولون : ما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى (هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ)؟. انهم لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون.
(فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ). ضمير (هم) لآلهتهم ، والغاوون الذين عبدوها ، وجنود إبليس كل ضال ومضل ، يجمع الله بعضهم الى بعض ، ثم يلقي بهم في قعر جهنم ، وبئس المهاد (قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ وَما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ). يقول الغاوون غدا ، وبعد فوات الأوان ، يقولون لآلهتهم وشياطينهم : كان دليلنا العمى والضلال حين عبدناكم وجعلناكم سواء مع الله ، وما صدنا عن سبيل الحق والهداية إلا المجرمون ، وهم الرؤساء والزعماء أرباب المنافع والمصالح أصل الفساد والبلاء.
(فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ). لا شافع غدا ولا جازع .. ولا يجدي الإنسان نفعا إلا قلب سليم ، وعمل صالح ، والشقي من حرم منهما (فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ). بعد أن يئسوا من كل شيء تمنوا الرجعة الى الدنيا