ومجنون؟ .. لأنه نطق بالحق ودعا اليه ، ولم يستجب لأهواء المبطلين ، وشهوات المفسدين .. وفوق ذلك لا خيل لديه ولا مال .. ونخلص من هذا الى ان ارباب الأغراض والشهوات تنحصر مشاعرهم واحاسيسهم في جانب واحد تحده الاهواء والمصالح الخاصة .. فلا يعقلون ولا يسمعون ولا يبصرون إلا من خلالها حتى استحالوا بجميع ما فيهم الى الاهواء والشهوات .. وبهذا وحده نجد تفسير عنادهم للحس والعيان ، وموقفهم من اهل الصدق والإخلاص في كل زمان ومكان ، وبالتالي نجد فيه تفسير قوله تعالى : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) وتفسير كل ما جاء بهذا المعنى في كلامه جل وعلا (فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً) الى تكذيب المحقين إلا الافتراء والبهتان ، والتضليل والعدوان ، والدس والمؤامرات ، وشراء الذمم والرشاوى.
(وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (٤٩) قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً (٥٠) أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً (٥١) يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً (٥٢))
اللغة :
الرفات هو الذي بلي حتى صار فتاتا. وفسينغضون اليك رؤوسهم أي يحركونها استهزاء.