الاعراب :
أئذا كلمتان : همزة الاستفهام ، وإذا ، وهي ظرف متعلق بمحذوف أي أنبعث في ذلك الوقت. والذي فاعل لفعل محذوف أي قل يعيدكم الذي فطركم. واسم عسى ضمير مستتر يعود الى الوقت الذي دل عليه سياق الكلام. وبحمده في موضع الحال أي فتستجيبون حامدين. وجملة تظنون خبر لمبتدأ محذوف أي وأنتم تظنون ، والجملة من المبتدأ وخبره حال من فاعل فتستجيبون. وان نافية بمعنى ما.
المعنى :
(وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً). هذه هي حجة من ارتاب بالبعث قديما وحديثا : كيف يعود الإنسان الى الحياة بعد ان يصبح هباء منثورا؟. والجواب هو : من قدر على خلق الشيء وإيجاده فبالأولى ان يقدر على جمعه بعد تفرقه. وقد ذكر سبحانه شبهة المنكرين هذه ، وجوابها هذا في العديد من الآيات ، بعبارات شتى ، منها الآية ٧٨ من يس : (قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ). وتكلمنا عن ذلك مفصلا في ج ١ ص ٧٧ وج ٢ ص ٣٩٦ وج ٤ عند تفسير الآية ٥ من الرعد ، فقرة «الماديون والحياة بعد الموت».
(قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ). يقول سبحانه لمنكري البعث : لو كنتم حجارة او حديدا ، او ما هو اكبر عندكم من ذلك ـ لخلقنا منكم إنسانا حيا مثلكم ، ومن يخلق من الحجارة والحديد ومما هو أصلب وأصعب إنسانا حيا فبالأولى ان يعيد الحي بعد موته الى ما كان عليه من قبل ، لأن جمع الشيء بعد تفرق اجزائه أيسر من ان يخلق منه طبيعة جديدة مباينة لطبيعته الأولى .. واختصارا ان احياء الإنسان بعد موته أيسر من جعل الحديد إنسانا ، فمن قدر على هذا فبالأولى ان يقدر على ذاك.
(فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا) الى الحياة بعد ان نصبح هباء منثورا؟. وهذا السؤال يحمل جوابه معه وهو (قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ). فالمعيد هو المبدئ ،