رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً (٥٧))
اللغة :
ينزغ يفسد. والزبور الكتاب على وزن فعول اسم مفعول أي مكتوب ، وغلّب على الكتاب الذي انزل على داود (ع). والمراد بالوسيلة هنا القربة الى الله. ومحذورا من الحذر ، وهو الخوف اي يحذره العاقل ويحترس منه.
الاعراب :
يقولوا مجزوم بلام الامر المحذوفة أي ليقولوا. والتي هي احسن اي الكلمة التي هي احسن. وأولئك مبتدأ ، والذين يدعون صفة او عطف بيان ، ويبتغون خبر. وأيهم مبتدأ واقرب خبر.
المعنى :
(وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ). امر سبحانه نبيه الكريم بأن يأمر المؤمنين او الناس أجمعين بأن ينطقوا بالحسنى ، ويقولوا كلمة الحق والعدل أيا كان الثمن. انظر تفسير الآيتين ٢٤ و ٢٦ من ابراهيم : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ ... وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ). (إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ) يتلمس عثرات اللسان ليتخذ منها وقودا لنار العداوة والبغضاء بين الناس .. ولا تنحصر عثرات اللسان بالسب والهجاء ، بل تكون ايضا بالمدح والثناء في غير موضعه ، وفي ألفاظ الفسق والفجور (إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِيناً). وقد صرح هو بهذه العداوة حيث قال : (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَ