رأى أنه سيدخل مكة مع الصحابة ، ولكنه لما قصدها عام الحديبية صده المشركون ، فشك من شك من المسلمين في رؤيا النبي وقال له : ألم تخبر بأننا ندخل المسجد الحرام آمنين؟. قال : أجل ، ولكن هل قلت : ندخله هذا العام؟. قال : لا. قال النبي (ص) : لندخله ان شاء الله. فدخلوه في العام المقبل.
ومن الأقوال في تفسير الرؤيا كما جاء في التفاسير التي أشرنا اليها : ان النبي (ص) رأى بني امية ينزون على منبره نزو القرود ، فساءه ذلك ، واغتمّ به ، ولم ير ضاحكا. وذهب الى هذا التفسير جماعة من الصحابة ، منهم سعيد ابن المسيب وابن عباس كما في تفسير الرازي ، وسهل بن سعد كما في تفسير البحر المحيط. وفي صحيح البخاري ج ٩ كتاب الفتن ـ أن النبي (ص) قال : «هلاك امتي على يدي اغلمة سفهاء من قريش. وهذه الرواية تدعم تفسير الرؤيا ببني امية ، وعليه يكون المراد بقوله تعالى : (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) هم بنو امية بالذات. وفي تفسير الرازي ان من المفسرين جماعة يقولون : «ان الشجرة الملعونة في القرآن هم اليهود». وقد أثبتت حوادث التاريخ قديما وحديثا أن اليهود مصدر الفتن وأصل الفساد.
(وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ ـ التخويف ـ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً). انذر الله المشركين وخوفهم بشتى الأساليب ... ولكن لا حياة لمن تنادي ، بل زادهم الانذار والتخويف تماديا في الغي والضلال ، لأنهم لا يتحركون إلا بوحي المصالح والمنافع ، أما الحجج الدامغة والأخلاق والقيم فكلام وأحلام.
(وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً (٦١) قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً (٦٢) قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ