الاسراء فقيل : انه ليلة ٢٧ من رجب ، وقيل : ليلة سبع عشر من ربيع الأول قبل الهجرة بسنة.
يطلق كثير من العلماء كلمة الإسراء على رحلة النبي (ص) من المسجد الحرام في مكة الى المسجد الأقصى في بيت المقدس ، ويطلقون كلمة المعراج على رحلته من بيت المقدس الى السموات العلى ، لأن كلمة المعراج تومئ الى الارتقاء والصعود .. والبعض منهم لا يفرق بين الكلمتين ، فيستعمل الاسراء في الصعود الى السماء ، والمعراج في الإسراء الى بيت المقدس.
وقد اتفقوا على وقوع الاسراء والمعراج لوجود النص عليهما في الكتاب والسنة ، واختلفوا : هل كان ذلك بالروح دون الجسد أو بهما معا ، ونحن مع الذين قالوا : انه بهما معا ، ونتكلم هنا عن الاسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، أما المعراج إلى السماء فيأتي الحديث عنه في سورة النجم. واستدل القائلون بأن الاسراء كان بالروح والبدن بالأدلة التالية :
١ ـ ان الاسراء بالبدن ممكن عقلا ، وقد دل عليه ظاهر الوحي ، حيث قال تعالى : اسرى بعبده ، ولم يقل بروح عبده ، وكلمة العبد تطلق على مجموع الروح والبدن ، كما قال تعالى : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى) ـ ١٠ العلق. ومن الأصول المقررة في الإسلام ان كل ما دل عليه ظاهر الوحي ، ولم يعارض بحكم العقل وجب الايمان به.
٢ ـ لو كان الاسراء بالروح فقط لما كان فيه أي شيء من العجب ، ولم يبادر المشركون الى تكذيبه ، فلقد جاءت الروايات ان أم هاني قالت للرسول الأعظم (ص) : لا تخبر قومك بذلك ، فأخشى أن يكذبوك .. ولكنه لم يسمع لتخوف أم هاني ثقة منه بالحق الذي جاء به ، وصارح قومه بما رأى ، فدهشوا وأنكروا ، ولو كان مناما لما دهشوا وأنكروا.
٣ ـ ان الاسراء بالروح والبدن يرمز إلى أن على الإنسان أن يعمل لحياته