أرأيت الى هذا الاعجاز؟ .. مخلوق بلغ من الصغر الى حد لا يرى إلا بمكبر يضاعف الحجم الف مرة أو أكثر ، ويستحيل فتحه وشقه إلا بمشرط ضوئي أي بأشعة الضوء لأن نسبة الشعرة اليه كنسبة الفيل الى الذرة ، ومع ذلك لهذا المخلوق الذي لا تراه العين أعضاء وعروق وأغشية وغيرها تماما كما للإنسان .. ثم تؤلف افراد هذا المخلوق العجيب مجتمعا يستوطن جسم الإنسان ، وهي تعد بالبلايين ، وتعيش بمجموعها اربعة أشهر ، ثم يأتي بعدها مجتمع عدد افراده بمقدار عدد السابق ، لا تزيد واحدا ، ولا تنقص واحدا ، ثم غيره وغيره وهكذا دواليك .. فهل هذا صدفة؟ .. وهل تتكرر الصدفة ملايين المرات؟ .. وهل جاءت الأعضاء والخيوط والأغشية منظمة منسقة صدفة؟ .. وهل عدم زيادة العدد ونقصانه صدفة؟ .. وهل تولدت الأشياء المتباينة من شيء واحد صدفة؟ .. كل هذه الأسئلة وغيرها كثير تطلب أجوبتها.
ابدا ، لا جواب .. لا تفسير إلا بوجود عليم قدير خلق الكون والحياة بكلمة «كن فيكون» .. وبعد ، فكلما خطا العلم خطوة الى الأمام تتابعت الدلائل ، وتضافرت الشواهد على وجود من له الخلق والأمر .. تبارك الله رب العالمين الذي قال : وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.
(وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلاً (٨٦) إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً (٨٧) قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً (٨٨) وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (٨٩))