(قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ). رحمة الله من حيث هي تعم الإدراك والصحة والأموال وجميع النعم ، ولكن المراد بها هنا المال بالخصوص بدليل قوله تعالى ، (لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ) اي النفاد .. ولهذه الآية ٩٠ ، وهي (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً). وبيان الصلة ان الله سبحانه أمر نبيه ان يقول للمحترفين : طلبتم ان يزيد الله في أموالكم وثرائكم بتفجير الأرض أنهارا وعيونا ، وهو يعلم انكم لو ملكتم خزائن السموات والأرض التي لا نفاد لها لبقيتم على الشح والتقتير خوف النفاد .. وهذا يؤكد ما قلناه من ان المترفين لا يفكرون الا من خلال المال (وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً) من التقتير والتضييق. وعند تفسير الآية ٩ من هود ج ٤ ص ٢١٣ قلنا : ان القرآن لا يريد بمثل هذا الوصف التحديد لحقيقة الإنسان وطبيعته التي تشمل جميع الافراد ، وانما يذكر هذا الوصف تفسيرا لسلوك الإنسان في بعض مواقفه. فراجع.
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ إِذْ جاءَهُمْ فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً (١٠١) قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلاَّ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً (١٠٢) فَأَرادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْناهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعاً (١٠٣) وَقُلْنا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً (١٠٤))