«قاتل علي بن أبي طالب الفئة الباغية بالسيف ، ومعه كبراء الصحابة وأهل بدر من قد علم مكانهم ، وكان محقا في قتاله لهم لم يخالف فيه أحدا إلا الفئة الباغية التي قاتلته واتباعها .. وقال أبو بكر المالكي المعروف بابن العربي المعافري في أحكام القرآن : «تقرر عند علماء الإسلام ، وثبت بدليل الدين ان علي بن أبي طالب كان إماما ، وان كل من خرج عليه باغ ، وان قتاله واجب حتى يفيء الى الحق».
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). هذا تأكيد للأمر بإصلاح ذات البين مع الاشارة الى أن هذا الإصلاح تفرضه رابطة الاخوة. وفي الحديث : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يعيبه.
وتسأل : لما ذا قال سبحانه : إنما المؤمنون اخوة ، ولم يقل : انما الناس اخوة ، وقال الرسول الأعظم (ص) : المسلم أخو المسلم ، ولم يقل : الإنسان أخو الإنسان؟ مع العلم بأن الرب واحد والأصل واحد والخلقة واحدة والمساواة بين بني الإنسان واجبة ، فالحب ينبغي أن يكون عاما لا خاصا تماما كرحمة الله التي وسعت كل شيء؟. وأي فرق بين أن نقسّم بني آدم على أساس ديني أو اقتصادي كما فعلت الماركسية أو على أساس الجنس والعرق كما دانت النازية أو على أساس النار والدولار كما هي السياسة الأمريكية؟. ثم ما هو السبب لما عانته وتعانيه الانسانية من الويلات والمشكلات التي تقودها الآن الى المصير المدمر المهلك بعد أن ملك الإنسان أبشع قوى التدمير والإهلاك؟. هل يكمن هذا السبب في طبيعة الإنسان بما هو انسان أو ان السبب الأول والأخير يكمن في الانقسامات بشتى أنواعها؟. وبالتالي هل على بني الإنسان أن يتعاطفوا ويتراحموا على أساس ديني أو أساس انساني؟.
الجواب : هذه التساؤلات بكاملها حق ، وجوابها واحد وواضح تحمله هذه التساؤلات معها وتدل عليه كلماتها ، وهو ان التعاون والتكافل يجب أن يكون بين