التكرار ، وفي ج ٥ ص ٢٠٦ ذكرنا السبب الموجب لتكرار قصة موسى ، أما هنا فنقول : الله أعلم.
(وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ). عاد هم قوم هود ، وقد أهلكهم الله بريح عاصفة قاصفة (ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ) لا تمر بشيء إلا تهدم وتحطم .. وسبقت قصة هود مع قومه في سورة الأعراف الآية ٥ ـ ٧٢ ج ٣ ص ٣٤٧ وفي سورة هود الآية ٠ ـ ٦٠ ج ٤ ص ٢٣٩. (وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ) ثمود قوم صالح. وهذه الآية تشير الى ما جاء في الآية ٦٥ من سورة هود : (فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ). (فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ). عصوا الله والرسول ، فأنزل سبحانه عليهم العذاب من السماء ، ولما رأوه خارت قواهم (فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ) وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال. وتقدمت قصة صالح مع قومه ثمود في سورة الأعراف الآية ٣ ـ ٧٩ ج ٣ ص ٣٥٠ وفي سورة هود الآية ١ ـ ٦٨ ج ٤ ص ٢٤٤ (وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ) أغرقهم الله بذنوبهم (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) يفعلون الموبقات ، وينتهكون المحرمات. وتقدمت قصة نوح في سورة الأعراف الآية ٩ ـ ٦٤ ج ٣ ص ٣٤٤ وفي سورة هود الآية ٥ ـ ٤٩ ج ٤ ص ٢٢٢.
(وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (٤٧) وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ (٤٨) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٤٩) فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠) وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥١) كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قالُوا ساحِرٌ