الى قدرته عزّ من قادر. انظر تفسير الآية ١ من سورة الصافات ، فقرة «الله والقسم بخلقه» ج ٦ ص ٣٣٠.
(إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ) على المجرمين لا محالة. والجملة جواب القسم (ما لَهُ مِنْ دافِعٍ) تماما كالموت لا يملك رده إلا الذي يحيي ويميت (يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً) أي تذهب الجاذبية ، ويختل التوازن بين كواكب السماء وتحدث الفوضى ويعم الخراب (وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً) ومتى مارت السماء ارتجت الأرض وزالت الجبال عن أماكنها ، وتشير الآيتان الى قيام الساعة وخراب الكون حيث تحشر الخلائق للحساب والجزاء (فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ). لعبوا بالدنيا ولعبت بهم ... ولكن شتان فما هم بأكفاء لها ، ولذا صرعتهم وعجلت بهم الى جهنم وبئس القرار (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا). يدفعون اليها بعنف وتقول لهم ملائكة العذاب : (هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ) فذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وان الله ليس بظلام للعبيد.
(أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ)؟ خوّفهم الرسول الأعظم (ص) من نار جهنم ، فقالوا له : انك لساحر ... وفي يوم الجزاء يجعلهم سبحانه لجهنم حطبا ، ويقول لهم : ما ذا ترون الآن؟ هل محمد ساحر؟ وهل عذاب الحريق سحر؟ (اصْلَوْها) ولا كالنار يشقى من فيها (فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ). فالعذاب هو هو لا يخفف ولا ينقطع (إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) من بغي وفساد.
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (١٧) فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (١٨) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٩) مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٢٠) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ