وَالْمَطْلُوبُ) ـ ٧٣ الحج. وقال أديب معاصر : إذا سلبتك الذبابة حياتك بمرض تنقله اليك فمن يستطيع ان يرد لك تلك الحياة. وإذا سلبتك ذرة من طعامك تتحول فورا الى سكر في أمعائها ، فهل يستطيع عباقرة الكيمياء لو اجتمعوا ان يستردوا ذرتك؟.
(إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ). المراد بالظن هنا الجهل ، والإنسان يكبح هواه بعقله وعلمه ، فإن كان جاهلا أو ضعيف العقل تحكمت به الأهواء وقادته الى المهالك (وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى) فقالوا : قلوبنا غلف وفي آذاننا وقر ، فحقت عليهم كلمة العذاب (أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى). تمنى المشركون شفاعة الأصنام ، فرد عليهم سبحانه : هل يتحقق للإنسان كل ما يتمناه؟. وبكلمة ان عبدة الأصنام جمعوا بين الجهل والهوى والأماني التي تعمي وتصم .. فتراكم الجهل على الجهل (فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى) الملك والأمر له وحده دنيا وآخرة ، ولا شيء لأي كائن. (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى)؟. قالوا : نحن لا نعبد الأصنام إلا لتشفع لنا عند الله!. فقال لهم سبحانه : ان ملائكة السماء على عظمتهم وكرامتهم لا يشفعون عنده إلا بإذنه فكيف تشفع لكم أحجار صماء؟. وتكلمنا عن الشفاعة عند تفسير الآية ٤٨ من سورة البقرة ج ١ ص ٩٧ فقرة «الشفاعة».
(إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثى (٢٧) وَما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً (٢٨) فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَياةَ الدُّنْيا (٢٩) ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى (٣٠) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ