كل انسان يؤخذ بذنبه ، ولا أحد يحمل عنه أوزاره وأثقاله. وتكررت هذه الآية في سورة الأنعام ١٦٤ ، وفي سورة الاسراء الآية ٩٥ ، وفي سورة فاطر الآية ١٨ ، وفي سورة الزمر الآية ٧.
(وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى). المراد بالسعي هنا العمل والحركة في هذه الحياة. وتدل الآية على ان الإسلام هو دين الحياة لأنها تنص بصراحة على أن الله ينظر الى عباده من خلال أعمالهم في الحياة الدنيا ، ويعاملهم بموجبها ، ومعنى هذا ان الإنسان كلما عاش الحياة بأبعادها وفي أعماقها ، وعمل لخيرها وحل مشاكلها ـ فقد اقترب من الله ودين الله ، واستحق منه الرحمة والكرامة ، وانه كلما تهرب من الحياة وابتعد عن همومها ومشاكلها مكتفيا بالتكبير والتهليل والصوم والصلاة ـ فقد ابتعد عن الله ودينه ورحمته.
(وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى) أي سوف يحاسبه الله على عمله يوم القيامة ، فالمراد بالرؤيا هنا الحساب وإلا فإن الله سبحانه يعلم كل شيء حتى خطرات الوساوس (ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى). واضح لا يحتاج الى تفسير تماما كقوله تعالى : (أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى) ـ ١٩٥ آل عمران.
(وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى (٤٢) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى (٤٣) وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا (٤٤) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٤٥) مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى (٤٦) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى (٤٧) وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى (٤٨) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى (٤٩) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى (٥٠) وَثَمُودَ فَما أَبْقى (٥١) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى (٥٢) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى (٥٣) فَغَشَّاها ما