وانما خص سبحانه شجرة النخل بالذكر لمكانتها عند العرب آنذاك (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ). الحب لقوت الإنسان ، والعصف ، وهو ورق الشجر والنبات ، لقوت الحيوان (وَالرَّيْحانُ) للشم والزينة .. طعام وفاكهة وأزهار .. كل ذلك من خيرات الأرض وبركاتها التي أنعم الله بها على عباده .. وهم يعيثون فيها فسادا وطغيانا.
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ). الآلاء النعم ، والخطاب في تكذبان للجنّ والانس بدليل قوله تعالى : (لِلْأَنامِ) الشامل للنوعين بالاضافة الى ما يأتي من قوله في هذه السورة: (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ) وقوله : (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ). والمعنى هل ينكر أحد من الجن والانس شيئا من النعم التي ذكرها الله سبحانه؟ وكيف يجحدها ، وهو يتقلب فيها ويتمتع بها؟ .. وربما استظهر بها على عباد الله.
(خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ (١٤) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ (١٥) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (١٦) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (١٧) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (١٨) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (١٩) بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (٢٠) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢١) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ (٢٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢٣) وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (٢٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢٥) كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ (٢٦) وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (٢٧) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢٨) يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (٢٩) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٠))